السبت، 19 أكتوبر 2013

أســلــمــة الــعــلــوم الــطــبــيــعــيــة ضــرورة مــلــحــة لـلــعــقــل الـبـشــري











 أسلمة العلوم الطبيعية ضـرورة مٌـلحـَّـة لإعادة ضبط العقل البشري

تقوم مناهج التعليم في جميع انحاء العالم على النظريات والتفسير الفلسفي في جميع العلوم حتى التجريبية من علوم الارض والزمن والفلك , وهي ما تسمى بالعلوم الطبيعية أو علوم الطبيعة ! ووضعوا على مناهج التعليم قيودا منها :
1-  لا احد يملك  الحقيقة كاملة لذلك لا يجوز لأحد ادعاء ذلك ,
2-  لا يجوز ادخال الدين في علوم الطبيعة,

وبهذا حجبوا الحقائق عن البشر باسم العلم , وأشهر وأهم حقيقة لا زالت محجوبة عن البشرية , ألا وهي :
نظرية دوران الارض حول نفسها وحول الشمس : هل الأرض تدور حول نفسها وحول الشمس , أم أن الأرض واقفة ثابتة والشمس وجميع الاجرام السماوية تدور حول الأرض من الشرق الى الغرب ؟؟؟

قد مر حتى الآن 44 أربعة وأربعون عاما على صعود أبوللو11 الى القمر , بغض النظر عما اذا ذهبوا فعلا او وصلوا فعلا او هبطوا على سطح القمر فعلا او لا , إلا أن الامريكان لا يزالون لم يتخذوا قرارا بالإفراج عن الحقيقة ولا يزالون يقولون ان دوران الارض مجرد نظرية ليس إلا , ولم يصرحوا باكتشافهم ان تلك النظرية ثبت صحتها ويجب ازالة اسم النظرية عنها وإعلانها حقيقة مسلمة بادلتها العلمية , ولا هم صرحوا باكتشافهم انها وهم ويجب الاعتراف بثبوت الارض وعدم حركتها وأنها مركز الكون  !
للإنسان العاقل , فإن عدم تصريح امريكا عن ذلك يعتبر تصريحا صاخبا ان الارض ثابتة والكل يدور حولها . لكن استيلاء هذه المناهج على العالم منذ اكثر من مائة سنة عودت عقول النخبة من شيوخ ودكاترة المجتمعات استمراء الغباء والغفلة وابتلاع المتناقضات بلا تردد وبلا استغراب حتى اصبحت الحقيقة هي الغريبة على العقول ! وأصبحوا لا يدركون لا أهمية تغييب هذه الحقيقة ولا خطورة ذلك على عقول البشر وعلى السلام العالمي !
فالهدف من أسلمة العلوم هو اطلاق العقول من  سحابة التنظير الضبابي الذي يلفها ويشلها عن الاهتداء الى الحقيقة وتشحنهم عداء لإنسانيتهم وتزج الشعوب في هذه الحروب البشعة .
اسلمة العلوم الطبيعية هو   البحث في العلوم المختصة بالطبيعة من ارض وفضاء وما فيهما بمنهج التفكير الذي هيأ الله سبحانه به أجدادنا الصحابة رضي الله عنهم لاستقبال رسالة الاسلام والرسول المبعوث بها  محمد صلى الله عليه وسلم .
حين بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم كانت الروم في ضلالة الفلسفة وكانت شعوب دولة فارس مغيبين في حماقات علم الكلام والمنطق الذي ورثه المعتزلة والأزاهرة والأشاعرة والصوفية , وكان العرب هم الوحيدون احرارا من العبودية ويعتمدون في التفكير على عقل صريح يقوم على الادلة الصريحة الصحيحة في التمييز بين الخطأ والصواب وبين الكذب والصدق, وكان جيلا يتخلق بالصدق  والأمانة والكرم ويعلون شأن الغيرة على العرض و البر بالآباء والأمهات واؤلى القربى . لذلك كانوا سريعي الفهم الصحيح لما يدعوهم اليه الاسلام وسريعي الاستجابة الى ذلك.
روى البخاري في الأدب المفرد عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم : ( انما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ) , وهذه شهادة واضحة صريحة للعرب  آن كانوا جاهليين  وحين اصبحوا صحابة رضي الله عنهم !
وهنا يجب أن نعي حقيقة أن الأرض والفضاء الذي يلفها وما فيهما إنما هي خلق الله سبحانه وتعالى لا يشاركه في ملكها وإدارتها  أحد ولم يشترك معه في خلقها أحد . فما ورد في القرآن الكريم وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم من معلومات عنها فهو الصدق المطلق الذي لا يجوز المراء فيه وإن لم نفهمه  أو نجده مخالف لمعارف عصرنا ! فهانحن نرى ان معارف عصرنا وهمية ومكذوبة من اجل المصالح السياسية والاقتصادية ,

قال تعالى : ( سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أولم يكف بربك أنه على كل شيء شهيد ( 53 ) ) سورة فصلت .

وروى البخاري بإسناد عن ابن مَسْعُود قَالَ : سَمِعت النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول: «نضر الله امْرأ سمع منا شَيْئا فَبَلغهُ كَمَا سمع  


فَرب مبلغ أوعى من سامع».

والحقيقة الآخرى والاهم لضبط العقل وهي أن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى , وأن ما ورد في القرآن الكريم من أسماء وصفات له سبحانه وتعالى وما صح عن رسوله صلى الله عليه وسلم صدق مطلق نصدقه بلا تكييف ولا تشبيه , فالله سبحانه وتعالى يصف نفسه في كتابه الكريم :

( فَاطِرُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ جَعَلَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا وَمِنَ الأَنْعَامِ أَزْوَاجًا يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (11)) سورة الشورى .

فهذه هي عقيدة أهل السنة والجماعة التي صمد عليها أحمد بن حنبل وأيده محمد بن إدريس الشافعي  في ذلك , في الفتنة التي افتعلها حمقى المعتزلة بتوريط ممن خلفهم من الشعوبيين لطرد العرب من القيادة الدينية للمسلمين كما طردهم العباسيون من مناصب الدولة وجيشها .  وحين زوال المحنة بنصر الله سبحانه وافتضح امر المعتزلة وسوء سيرتهم أعلن ابو الحسن الأشعري توبته عام 300  هـ  وأعلن أن على مذهب الإمام أحمد , وعاش حتى 324 هـ يدافع عن توبته . ومن كتبه الإبانة عن أصل الديانة !
فمن يخلف هذه الحقيقة فليس من أهل السنة والجماعة في شيء ,

وإذا نسب نفسه للأشعري او أحمد أو اشافعي أو مالك أو أبي حنيفة فهو كذاب أشر لا يؤخذ بعلمه حتى وإن كان صحيحا .
فقد أخرج مسلم عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ قَالَ : "إِنَّ هَذَا الْعِلْمَ دِينٌ فَانْظُرُوا عَمَّنْ تَأْخُذُونَ دِينَكُمْ". (ملتقى أهل الحديث ) .
بالالتزام بهذه الحقائق يمكننا دراسة العلوم الطبيعية ويمكننا كذلك :

1-  والوصول الى الحقائق المادية فيها بيسر وسهولة خاصة لأن معلومات العلوم الطبيعية قابلة للقياس والفحص بلا حاجة الى تنظير أو فلسفة ,
3-   بهذه الطريقة تتدرب العقول على التفكير السليم والبحث الصحيح بلا جدل بيزنطي او استبداد في الرأي كما في المجوسية !
4-   تجديد الشجاعة عند المسلمين لأسلمه العلوم الإنسانية ,
5-   يظهر جليا للمسلمين الكميات الهائلة من الشيوخ والعلماء الذين يجب اجتنابهم وتحذير المسلمين والعالم من كذبهم على الله ورسوله وعلى المسلمين وغير المسلمين !
لقد خضت بنفسي هذه التجربة ووجدت الحقيقة بفضل الله ناصعة وأن لا غنى للبشرية عن هذا المنهج الرباني الذي اخذه أجدادنا الصحابة رضي الله عنهم عن رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم !

سعيد بن أحمد الجاموس
الرياض السبت  14 ذو الحجة 1434 هـ
الموافق 19 تشرين الاول 2013 م