الجمعة، 13 ديسمبر 2013

خطوات على طريق أسلمة العلوم الطبيعية

خطوات على طريق أسلمة العلوم الطبيعية

الخطوة الاولى  :  الرجوع الى عقل اجدادنا الصحابة رضي الله عنهم : العقل الصريح الذي يأخذ بالدليل الصحيح ويعتمد فقط النص الصحيح ولا يأخذ العلم إلا عن الثقاة  !

الخطوة الثانية : الاعتقاد بان القرآن الكريم كلام الله  سبحانه وتعالى وكل ما فيه صدق مطلق ! وهذه عقيدة سلفنا الصالح اجدادنا الصحابة رضي الله عنهم ! فلا يؤخذ العلم عن من لا يؤمن بهذا !

الخطوة الثالثة : الاعتقاد والفهم بان القرآن الكريم فيه تبيان كل شيء !

قال تعالى :  إِنَّمَا يَسْتَجِيبُ الَّذِينَ يَسْمَعُونَ وَالْمَوْتَى يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ ثُمَّ إِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (36) 

وَقَالُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِنْ رَبِّهِ قُلْ إِنَّ اللَّهَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُنَزِّلَ آيَةً وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا 

يَعْلَمُونَ (37) وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا طَائِرٍ يَطِيرُ بِجَنَاحَيْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثَالُكُمْ مَا 

فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ يُحْشَرُونَ (38) وَالَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا صُمٌّ وَبُكْمٌ 

فِي الظُّلُمَاتِ مَنْ يَشَإِ اللَّهُ يُضْلِلْهُ وَمَنْ يَشَأْ يَجْعَلْهُ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (39 .(

فهنا اساس علم الحيوان وسلوك جميع ما خلق الله من حياة انها امم مثلنا , ذات انضباط اجتماعي , فلا بد لها من عقل تدبيري اداري وقيادي , ولا بد من لغة تفاهم , ولا بد من تشريع لكل امم الحيوان والحشرات . وللاستدلال على هذا المعنى في القرآن الكريم والحديث الشريف كثير جدا وأكتفي هنا بالنملة شاهدا:

قال الله سبحانه وتعالى:  }وَحُشِرَ لِسُلَيْمَانَ جُنُودُهُ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ وَالطَّيْرِ فَهُمْ يُوزَعُونَ 

(17) حَتَّى إِذَا أَتَوْا عَلَى وَادِ النَّمْلِ قَالَتْ نَمْلَةٌ يَا أَيُّهَا النَّمْلُ ادْخُلُوا مَسَاكِنَكُمْ لَا يَحْطِمَنَّكُمْ 

سُلَيْمَانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لَا يَشْعُرُونَ (18) فَتَبَسَّمَ ضَاحِكاً مِنْ قَوْلِهَا وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ 

أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ 

فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ } [النمل: 17-19 ] .

وهذا كلام سليمان عليه السلام ايضا :   ( وَوَرِثَ سُلَيْمَانُ دَاوُودَ ۖ وَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ عُلِّمْنَا 

مَنْطِقَ الطَّيْرِ وَأُوتِينَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ ۖ إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْفَضْلُ الْمُبِينُ (16) سورة النمل .

وبذلك لا يؤخذ تفسير القرآن الكريم من من لا   يؤمن بأن القرآن الكريم كلام الله سبحانه وتعالى ولو كان شيخا مشهورا !

الخطوة الثالثة :
دراسة علوم الأرض والفلك والزمن بدأ من توجيهات القرآن الكريم :

    (    وَإِنْ تُكَذِّبُوا فَقَدْ كَذَّبَ أُمَمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ۖ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ      18 

أَوَلَمْ يَرَوْا كَيْفَ يُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ۚ إِنَّ ذَٰلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ  19 قُلْ سِيرُوا فِي 

الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ۚ ثُمَّ اللَّهُ يُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ 

قَدِيرٌ      20  يُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ وَيَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ ۖ وَإِلَيْهِ تُقْلَبُونَ  21 وَمَا أَنْتُمْ 

بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ ۖ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ     22 )

سورة العنكبوت .

أي ان قصة حياة الارض وما عليها موجود في سجلات فيها , وكل شيء حيا كان او ميتا ,  يحكي لك قصة حياته إذا كنت قادرا على فهم واستيعاب ما يقول لك !

 ولذلك :

(    إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ ) فاطر/28 .


فالعلماء الذين يفهمون مخلوقات الله  هم أكثر الناس خشية لله سبحانه وتعالى !
فإذا علمت أن تقسيم الكرة الأرضية الى أحزمة مناخية من استوائي الى المروج الى الصحراوي الى المعتدل الى التندرا إلى القطبي ناتج عن علاقة الشمس بالأرض , وأن بناء الإنسان مساكنه ويفصل ملابسه لتلائم كل مناخ على حدة , أي مرتبط بعلاقة الشمس بالأرض . وأننا نقيس الزمن بالنهار والليل أي بعلاقة الشمس بالأرض . بل إن علم الفلك هو علم مسارات الأجرام السماوية وأهمها الشمس , أي علاقة الشمس بالأرض !

من هذا يتبين ان جميع علوم الأرض والفلك والزمن وفروعها تدرس نواتج علاقة واحدة , ألا وهي علاقة الشمس بالأرض !

فعليه , لا بد ان تكون جميع العلوم الطبيعية متكاملة تؤيد بعضها بعضا وتصحح بعضها بعضا !

فأي تناقض  بينها أو انفصال علم منها عنها يكون شهادة علمية مادية على خطأ المنهج الدراسي وخطأ واضعه , وأن يجب عليه الرجوع الى المنهج الواقعي السليم الذي يطابق ما انذرنا الله سبحانه وتعالى به !

وهنا نجد أن لا بد من العودة الى عقيدة أجدادنا الصحابة رضي الله عنهم , أن نثبت لله سبحانه وتعالى  من الأسماء والصفات ما أثبته لنفسه  وأثبته له رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا تشبيه ولا تكييف , وأنه سبحانه وتعالى مستوِ على عرشه بائن عن خلقه !

 ومن لم يعتقد هذا الاعتقاد ستبقى علوم القرآن الكريم مستغلقة عليه ولاسيما أعظم آية في القرآن الكريم آية الكرسي  التي هي علم الهيئة , أي علم هيئة الكون كما كان يسميه أجدادنا رحمهم الله وما يمكنأن نسميه التصور الهندسي للكون . ويستغلق عليه فهم المناظرة بين ابراهيم عليه السلام وبين النمرود  الذي بهت حين تحداه ابراهيم بالاتيان بالشمس من المغرب بدل اتيان الله سبحانه بها من المشرق , وهذه الآية هي أساس علم الفلك ومسارات الأجرام السماوية في أفلاكها , ويستغلق عليه فهم جميع  الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة المتعلقة بالشمس والليل والنهار !

 وهذه العقيدة جددها لنا الله سبحانه بوضوح تام في محنة الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله ووافقه الإمام الشافعي رحمه الله على ذلك !

 فكل من يخالف هذه العقيدة وكل أشعري وصوفي ينسب نفسه الى مدرسة السلف الصالح او الى المذهب الحنبلي او المذهب الشافعي يكون إما جاهلا فلا يؤخذ عنه العلم لجهله وإما ضعيف العقل  وغبي فلا يؤخذ العلم عنه وإما أن يكون خبيثا كذابا فلا يجوز أخذ العلم عنه !


وإتباع شيوخ المسلمين المعاصرين , وفيهم من ينسبون أنفسهم الى المدرسة السلفية جهلا , إتباعهم لأشاعرة الأزهر ابتداء من ابن حجر العسقلاني وجلال الدين السيوطي الى الأزاهرة المعاصرين , أضلهم في الولاء والبراء وأضلهم في علوم القرآن المتعلقة بالعلوم الطبيعية ! وهذا ما يفسر عجز المسلمين في السباق الهندسي والتقني وعلم الفضاء , بل وفشل هيئآت الإعجاز العلمي في فهم آيات الكون والفلك في القرآن الكريم والحديث الشريف !  والله هو الهادي إلى سواء السبيل ! 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق