الأحد، 28 أكتوبر 2012

حساب الزمن



حســاب الزمــن  :ـ  

أ- أساسيات حساب الزمن:
1- أخبرنا الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم أن عدة الشهور عند الله منذ خلق السموات والأرض اثنا عشر شهراً. قال تعالى: [ إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السماوات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين {36} سورة التوبة] 0

2- وقد عدها الرسول صلى الله عليه وسلم بأسمائها. أورد البخاري في صحيحه بإسناد عن أبي بكرة عن النبي صلى الله عليه وسلم (حديث 3197 كتاب بدء الخلق)، قال: ((إن الزمان قد استدار لي كهيئته يوم خلق السماوات والأرض . السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان)). [راجع الأحاديث رقم:67 ، 105، 1741، 4407، 4662، 5550، 7078، 7447 من صحيح البخاري].

3- وقال صلى الله عليه وسلم أن الشهر إما  ( 29 ) أو (30) يوماً  أورد البخاري (حديث 1913 كتاب الصوم) بإسناد عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (( إنا أمة لا نكتب ولا نحسب ، الشهر هكذا وهكذا))، يعني مرة تسعة وعشرين ومرة ثلاثين. [ راجع الحديث 1908].  

4- تصريح الرسول صلى الله عليه وسلم هذا كان يوم (9 ) و ( 10 ) ذو الحجة في حجة الوداع على جبل عرفات وفي منى ، وقد قال صلى الله عليه وسلم أن الزمن استدار له كيوم خلق الله سبحانه وتعالى السموات والأرض 0((إن الزمان قد استدار لي كهيئته يوم خلق السماوات والأرض . السنة اثنا عشر شهرا ، منها أربعة حرم، ثلاث متواليات: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم، ورجب مضر الذي بين جمادى وشعبان))، الحديث 3197 أعلاه. وهذا توثيق لنا بأن أيام الأسبوع وترتيب الشهور لدينا مضبوط ودقيق بتوثيق رب العالمين.

5- وقد أعلمنا الله سبحانه وتعالى وظيفة الشهور. قال تعالى:  [يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج وليس البر بأن تأتوا البيوت من ظهورها ولكن البر من اتقى وأتوا البيوت من أبوابها واتقوا الله لعلكم تفلحون{189} سورة البقرة]. أي أن الوظيفة الأساسية للزمن هو أداء المناسك. والمنسك الذي يجمع جميع الناس في منسك واحد في مكان واحد هو يوم الحج الأكبر يوم عرفة وقد خصته الآية الكريمة.

6-  وقد أخبرنا الله سبحانه وتعالى عن الانضباط الفلكي في تكوين الشهور. قال تعالى: [وآية لهم الليل نسلخ منه النهار فإذا هم مظلمون{37} والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم{38} والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم{39} لا الشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون{40} سورة يس]. هذا الوصف يخبرنا أن الشمس والقمر كل منهما يدور في فلك مستقل ويتحركان في نفس الاتجاه في سباق للوصول  إلى الأرض والقمر هو أول من يسقط.

7- وصف الرسول صلى الله عليه وسلم حركة الشمس في جريانها بأنها عندما تغرب عن مكة تسجد تحت العرش وتستأذن فيؤذن لها ، حتى يأتي يوم فلا يؤذن لها بل تٌؤمر بالطلوع من مغربها - حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال ( قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر حين غربت الشمس:"أ تدري أين تذهب؟" قلت: الله ورسوله أعلم. قال : " فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش، فتستأذن فيؤذن لها، ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها،  وتستأذن فلا يؤذن لها،  فيقال لها ارجعي من حيث جئت، فتطلع من مغربها. فذلك قوله تعالى] والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم[3][  ) .  صححه البخاري . صحيح البخاري، رقم الحديث 0 وفي ذلك اليوم لا ينفع نفساً  إيمانها إن لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في أيمانها خيراً 0 كل هذا يقول أن حساب الزمن عند الله سبحانه وتعالى سيد الكون ومالكه هو بالشهور القمرية وبتوقيت مكة المكرمة 0 وبناء على ذلك :

7-1-اليوم هو المسافة الزمنية بين غروب الشمس عن أهل مكة وبين غروبها عنهم في اليوم التالي - المسافة الزمنية بين غروبين متتابعين للشمس عن أهل مكة 0 وتتلقى الشمس برنامجها لكل يوم قادم حين سجودها تحت العرش في نهاية اليوم الذي يسبقه. لذا يجدر بعلماء البيئة دراسة الغلاف الأيوني والغازي والحيوي للمنطقة الواقعة بين 90 درجة و100 درجة طول غرب مكة المكرمة 0

7-2- اليوم المعياري يمكن اعتباره المسافة الزمنية بين غروب الشمس عن جبل عرفة في مكة يوم 9 ذو الحجة 10 هجري وغروبها عن  المكان نفسه يوم 10 ذو الحجة 10 هجري . 

7-3- السنة المعيارية هي السنة القمرية 10 هجري 0

8- اليوم الواحد من أيام الخلق الستة بطول 1000سنة قمرية من سنة 10 هجري. قال تعالى: [الله الذي خلق السماوات والأرض وما بينهما في ستة أيام ثم استو على العرش ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون{4} يدبر الأمر من السماء إلى الأرض ثم يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون{5} ذلك عالم الغيب والشهادة العزيز الرحيم{6} سورة السجدة]. ويقارب 4000سنة قمرية من سنتنا 1420هـ  حسب تقديري بحساب المنحنيات بناء على كون يوم 10 ذو الحجة عام 10 هجري يوما معياريا0

9- وأرجو أن تكون ملاحظاتي صحيحة ، أن هلال الشهر الجديد يولد دائماً بين مسقط وليبيا  وكلما كانت الولادة شرقاً كلما ظهر الهلال لأهل مكة أكبر حجما وأكثر ارتفاعا فوق الأفق الغربي 0 

10- بناءاً على هذه القواعد يمكن للمسلمين عمل تقويم خاص بهم حسب توقيت مكة المكرمة 0

11- عندما يشاهد هلال أول رمضان في مكة المكرمة يكون الصيام ملزماً لجميع البلدان الواقعة على خط طول مكة المكرمة شمالاً وجنوباً ،  وكذلك لجميع البلدان غرب مكة المكرمة 0  لكن يبقى السؤال مفتوحاً : إلى أي مسافة شرق مكة المكرمة يكون ذلك ملزماً لبدء الصيامِ مع أهل مكة 0

12- مكان ولادة الهلال هو المكان الذي تتجاوز الشمس القمر فوقه عند الزوال إنه يمكن توقع وقت ولادة الهلال ومكان ولادته حسابياً 0 لكن لا يمكن الجزم 100% بحصول ذلك ، لأن  كل ما لم يحصل بعد، لا يمكن الجزم بحصوله في الوقت والمكان المحسوب ، أو حتى لا يمكن الجزم بأن ذلك سيحصل من أصله 0 ذلك لأن الأمور بيد الله سبحانه وتعالى ويمكن في أي لحظة حدوث ما ليس في الحسبان 0 وللتمثيل على ذلك نأخذ شهر رمضان للعام 1425هـ.

شهر رمضان للعام 1425هـ:

يعلم الفلكيون حسب الحسابات الفلكية أن ولادة شهر شوال لهذا العام ستكون يوم /13تشرين ثاني/2004م فيكون العيد يوم الأحد 14/تشرين ثاني. ولكن ولادة هلال رمضان هذا العام كانت صباح يوم 14/تشرين أول/2004م محدثة كسوفا للشمس فكان يوم 15/تشرين أول هو الأول من رمضان. وآذننا خسوف القمر يوم 28/تشرين أول أن نصف الشهر قد انتهى. فحسم ذلك الخسوف طول شهر رمضان لهذا العام 29 يوما. لم يكترث الفلكيون بتلك الأحداث وأصروا على أن العيد يوم الأحد، ونشروا مقالات في الصحف اليومية أن لا سبيل لرؤية الهلال فوق الجزيرة العربية يوم الجمعة 12/تشرين ثاني لأسباب فلكية. ,اقتنعت بذلك دول كثيرة من بينها الأردن ومصر والمغرب والجزائر وجعلت عيدها الأحد. فخيب الله أمل فلكيي العالم الثالث وأعلن فلكييوا العالم من واقع الرصد المباشر عن ولود هلال شوال قبيل الساعة العاشرة صباح يوم الجمعة 12/تشرين ثاني بتوقيت مكة المكرمة. أي أن أمام القمر أكثر من سبع ساعات حتى المغيب. وبما أنه يتأخر في المتوسط دقيقتين كل ساعة عن الشمس، فسيبقى فوق الأفق الغربي أكثر من 14 دقيقة بعد غروبها، وهي فترة كافية للرؤية بالعين المجردة حسب أمر الرسول صلى الله عليه وسلم (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته). ورغم ذلك بقي فلكيو العالم الثالث في غيهم ولم يتراجعوا. وتمكن الناس في ثلاث مناطق في السعودية من رؤيته. فعلى فلكيي العالم الثالث أن يتقوا الله في الناس وفي الحكومات حتى لا يتهم الناس  حكوماتهم أنها جعلت من الأعياد الدينية سياسة لا تراعي فيها دينا ولا علما.



13- الشمس والقمر والنجوم عقارب ساعة طبيعية معلنة لجميع البشر 0 فالشمس تعلن عن أوقات اليوم بدقة وعن الشهر المناخي 0 والقمر من خلال وجوهه يعلن اليوم من الشهر القمري 0 والنجوم بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الفجر تعلن الشهر المناخي واليوم أيضاً من ذلك الشهر وكذلك تعلن الوقت من الليل خلال الليل 0 لذا فإن التقويم الأوروبي الحالي عند النصارى والتقويم الوطني للسنة الشمسية عند العرب والأقباط المبني على السنة الميلادية لنصارى أوروبا ليس له لزوم وهو عبء على البشرية وليس عوناً لها 0 فالشهور النجمية أدق ومفتوحة لكل البشر وتجعل من علم الفلك جزءاً طبيعياً من حياة الناس . فإذا نظرنا إلى تقويم أم القرى المقارن[4] من 1300هـ - 1429هـ الموافق 1882م – 2007م الموافق 1261هـ شمسي – 1386هـ شمسي , كذلك إلى تقويم أم القرى المقارن[5] للسنوات 1430-1450هـ الموافق 1999-2029م الموافق 1377-1407هـ ش، وجدنا ان الستة شهور النجمية لربيع وصيف النصف الشمالي لكرة الأرض، الحمل والثور والجوزاء والسرطان والأسد والسنبلة،  طول كل منها بلا استثناء 31 واحد وثلاثون يوما. بينما أشهر الخريف والشتاء ، الميزان والعقرب والقوس والجدي والدلو ، طول كل منها 30 ثلاثون يوما. أما آخر أشهر الشتاء، الحوت، فطوله 29 تسعة وعشرون يوما وفي كل سنة رابعة يكون 30 ثلاثين يوما. وترتيبه هذا المتوارث منذ التقويم السومري هو الصحيح ويخالف السنة الميلادية في انه يوافق 20 آذار وليس 29 شباط. إذا هي اصدق للاستقراء العلمي لاسيما البيئي.



ب- سبب الخلاف مع المدرسة الأوروبية في عمر الكون:
نتيجة احتكاك الأوروبيين بالمسلمين فترة الحروب الصليبية، بدأ الأوروبيون، شيئا فشيئا، يستمرئون  الأبحاث التجريبية خلافا للمدرسة الفلسفية الموروثة لدى مفكريهم ولدى الكنيسة أيضا. وكان أوج نضوج تلك المحاولات في القرنين السابقين.  فكان أن استنتجوا أن الحدث الجيولوجي يحدث ببطء بحيث لا تلحظه عدة أجيال متتابعة من البشر. وكان أن حاولوا  قياس سمك ما يتكون من الطبقة الجيولوجية الرسوبية في اليوم الذي يعيشوه والسنة الميلادية التي يعيشونها في الظروف المخبرية. وعندما قاسوا سمك الطبقات الجيولوجية الفعلية على نتائجهم المخبرية خرجوا بتلك الأرقام من مليارات السنين الميلادية التي يعهدونها.  ثم عندما تطورت العلوم الفيزيائية والكيميائية وبدءوا يستخدمون  النظائر المشعة الموجودة في الصخور المراد تحديد عمرها، قدروا عمر الصخور بالسنين الميلادية بالطول المعروف الجيولوجيون اليوم.
وفي المقابل عندما ننظر إلى اليوم الأول على أنه 4000 آلاف سنة من سنواتنا الحالية، تكون السنة   الأولى بطول يقرب المليون وربع المليون من سنواتنا الحالية وأن سنوات أبينا آدم، عليه السلام، الألف من مليار سنة من سنواتنا الحالية. وإذا أخذنا بعين الاعتبار، أن فعاليات تكوين الطبقات الرسوبية في تلك الأيام الطويلة عندما كانت الأرض لا تزال حارة، فإنها قد تصل ألف ضعف من الفعالية الحالية. بهذه الاعتبارات قد تصل  تقدير طول الألف سنة الأولى من عمر الكون فقط أطول من 4 مليارات سنة من سنواتنا الحالية. وبذا يمكن رؤية التوافق بين النتيجتين المتناقضتين.

ج- التقويم التقريبي الأصح منذ بدء الخلق:
 قلنا في استنتاجات سابقة، (ارجع إلى : كم عمر هذا الكون ؟؟؟)، أن عمر الكون محسوبا بعدد دورات الشمس حول الأرض أقل من 16000 سنة قمرية بقليل. وقلنا أن اليوم الأول كان بطول ألف سنة من سنوات الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يومنا هذا قريب من ربع يوم من أيام الرسول محمد صلى الله عليه وسلم. وبناء عليه بحساب المنحنيات حصلت على التقويم التالي :ـ





وبشيء من التفصيل:






ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق